القاسطون هم الظالمون ، لأن الفعل حينما يأتي مجرداً : قَسَطَ ، يقسِط ، بمعنى : جَارَ ، يَجور ، أي : ظَلم ، يظلم ، وعلى هذا سمَّاهم الإمام علي ( عليه السلام ) بالظالمين .
والقاسطون فئة دخلت الإسلام ظاهرياً لمصالحها الخاصة ، ولم تكن تعترف بحكومة الإمام علي ( عليه السلام ) أساساً ، ولم تُجدِ نفعاً كل الأساليب التي انتهَجها الإمام ( عليه...
ذكر عبد الله بن خازم قال : خرجنا يوماً مع الرشيد من الكوفة نتصيَّد ، فَصِرنَا إلى ناحية الغَرِيَّيْنِ فرأينا ظباءاً ، فأرسلنا عليها الصُقورة والكلاب ، فجاولتها ساعة ، ثم لجأت الظباء إلى أكمةٍ فسقطت عليها ، فسقطت الصقورة ناحية ورجعت الكلاب .
فعجب الرشيد من ذلك ، ثم إن الظباء هبطت من الأكمة ، فهبطت الصقورة والكلاب ، فرجعت الظباء...
قبول الإمام علي ( عليه السلام ) الخلافة
حقّقت الثورة على عثمان مكسباً عظيماً للمسلمين ، فقضت على الاستغلال والتلاعب بمقدّرات الأمة ، وقضت على الغبن والظلم الاجتماعي ، ودكّت عروش الطغيان ، وحقّقت للأمة أهم ما تصبو إليه من تحقيق العدل والرخاء والأمن .
ويقول المؤرخون : إن الثوار وسائر القوّات المسلّحة قد احتفّت بالإمام ( عليه...
جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : لما قُتل الإمام علي ( عليه السلام ) قصد بنوه أن يخفوا قبرَه بوصية منه ، خوفاً من بني أميّة والمنافقين والخوارج أن يُحْدِثوا في قبره حدثاً .
فأوهموا الناس في موضع قبره تلك الليلة - ليلة دفنه ( عليه السلام ) - إيهامات مختلفة .
فشدّوا على جملٍ تابوتاً موثقاً بالحبال ، يفوح منه روائح الكافور...
أولى الإسلام القضاء أهمية كبرى ، فعدّه من أرفع المناصب وأسماها ، فهو إمارة شرعية يمارسها ولي أمر المسلمين وخليفتهم بنفسه لأنّه من الوظائف الداخلة تحت الخلافة ، والمندرجة في عمومها ، لا بل أنّه غصن من شجرة الرئاسة العامّة للنبي وخلفائه ، وهو المراد من الخليفة في قوله تعالى : ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي...
كتاب الإمام علي ( عليه السلام ) إلى مالك الأشتر لما ولاه مصر
كتب الإمام علي ( عليه السلام ) كتاباً إلى الصحابي الجليل مالك الأشتر ( رضوان الله عليه ) لمّا ولاّه مصر ، جاء فيه :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أمر به عبد الله علي أمير المؤمنين ، مالك بن الحارث الأشتر في عهده إليه ، حين ولاّه مصر : جباية خراجها ، وجهاد عدوّها ، واستصلاح...
لمّا انصرف الإمام علي ( عليه السلام ) من صفّين كتب إلى ابنه الحسن ( عليه السلام ) كتاباً ، نذكر مقتطفات منه :
كتب ( عليه السلام ) : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من الوالد الفاني ، المقر للزمان ، المدبر العمر ، المستسلم للدهر ، الذام للدنيا ، الساكن مساكن الموتى ، الظاعن عنها غداً ، إلى الولد المؤمّل ، ما لا يدرك السالك سبيل من قد هلك ، غرض...
شرع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منذ وصوله إلى المدينة ببناء الدولة الإسلامية المباركة .
فأسس المسجد ليكون منطلقاً للقيادة ، ومركزاً لبناء الدولة ، إلى جانب مهامِّ المسجد العبادية والفكرية ، ثم توجَّه إلى بناء الجبهة الداخلية ، وتقوية البُنْية الاجتماعية .
وفي الثاني عشر من شهر رمضان ، من السنة الأولى للهجرة النبوية المباركة...
اهتمَّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) اهتماما بالغاً بتكييف حالة المسلمين ، وتقرير مصيرهم ، واستمرار حياتهم في طريقها إلى التطور في المجالات الاجتماعية والسياسية .
ورسم لها الطريق على أساس من المنهج التجريبي الذي لا يخضع بأي حال لعوامل العاطفة أو المؤثرات الخارجية .
فَعَيَّن ( صلى الله عليه وآله ) لها الإمام علي ( عليه السلام )...
المارقون : هم الفئة التي خرجت على الإمام علي ( عليه السلام ) بعد أن كانت تحارب معه ، بسبب رفضها لنتيجة التحكيم في حرب صفين .
ويغلب عليهم التطرف في السلوك ، والتَزَمّت في الدين ، والتحجّر في الفكر ، ويسمون بـ : الخوارج .
وأصبحت العبارة التي صاغها أحدهم : ( لا حكم إلا لله ) شعار هذه الطائفة ، ولما عاد الإمام ( عليه السلام ) من صفين إلى...
خطة قريش:
بعد أن فشلت جميع الطرق التي اتَّبعها مشركو قريش في صدِّ النبي (صلى الله عليه وآله) عن أداء رسالته الإلهية، اتَّفقوا على أن يرسل كل فخذ من قريش رجلاً مسلّحاً بسيفه، ثم يأتون إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو نائم على فراشه، فيضربونه جميعاً بسيوفهم ضربة رجل واحد فيقتلوه، فإذا قتلوه منعت قريش رجالها ولم تسلّمهم، وبذلك يذهب...
جاء الإمام علي ( عليه السلام ) إلى أبي بكر وهو في المسجد ، وحوله المهاجرون والأنصار ، فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( يَا أبَا بَكْر ، لِمَ منعتَ فاطمةَ حَقَّها وميراثها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ وقد مَلَكَتْه في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) .
فقال أبو بكر : هذا فَيءٌ للمسلمين ، فإن أقامت شهوداً أنَّ رسول الله ( صلى...
كان علي ( عليه السلام ) خير المؤمنين بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقد كان قلبه عامراً بأكمل الإيمان ، ولا ينقصه حتى مقدار ذرة واحدة من نور الإيمان المتكامل ، فقلبه ( عليه السلام ) ربيع الإيمان . بل ليس في قلبه ذرة واحدة من هوى النفس ، فهو الصراط المستقيم ، وهو سبيل الله ، وهو ميزان الأعمال ، وهو مع الحق والحق معه ، وإنما تتجلى...
سخَّر معاوية جميع أجهزته للحطِّ من قيمة أهل البيت ( عليهم السلام ) الذين هم وديعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والعصب الحساس في هذه الأمة .
وقد استخدام أخطر الوسائل في محاربتهم ، وإقصائهم عن واقع الحياة الإسلامية ، وكان من بين ما استخدمه في ذلك ما يلي :
أولاً : تسخير الوعاظ :
فسخَّر معاوية الوعاظ في جميع أنحاء البلاد ،...
نَصَّب النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إماماً في غدير خم على أثر نزول قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ ) المائدة : 67 .
وبعد التنصيب تحركت قافلة النبوة والإمامة من غدير خم نحو المدينة المنورة ، وسكن قلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) واطمأنَّ ، ولكن قريشاً لم تسكن...
إن البعض ممّن لا يمتلك دقّة النظر ، ولا يحسن قراءة الأحداث والشخصيات السياسية والدينية ، ينظر إلى الأمور من نافذة ضيقة ، تقوده إلى الاعتقاد بأن شجاعة علي ( عليه السلام ) المشهودة لا تنسجم مع سكوته عن حقّه ، وقضية امتناع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن اللجوء إلى السيف في حسم نزاعه مع القوم من المُسلَّمات التاريخية .
ولو كان هناك...
نقل العلامة الطبرسي في كتاب الاحتجاج واقعة السقيفة فقال : وقُبِض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقت الضحى من يوم الاثنين ، بعد خروج أسامة إلى معسكره بيومين .
فرجع أهل العسكر والمدينة قد رجفت بأهلها ، فأقبل أبو بكر على ناقة حتى وقف على باب المسجد ، فقال : أيها الناس مَالَكُم تموجون ، إن كان محمد قد مات فَرَبُّ محمد لم يَمُت...
مقدّمة
لمّا نقضت بنو قريظة صلحها مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وانضمّت إلى صفوف المشركين، تغيّر ميزان القوى لصالح أعداء الإسلام.
فتحزّبت قريش والقبائل الأُخرى، ومعهم اليهود على رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعلى المسلمين، وكان يقود الأحزاب أبو سفيان، فقاموا بتطويق المدينة بعشرة آلاف مقاتل، ممّا أدّى إلى انتشار الرُعب بين...
مكان فتح خيبر
خيبر بلسان اليهود: الحصن، وهي مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع ونخل كثير، وهي تبعد مسيرة يومين عن المدينة المنوّرة.
وكانت خيبر منقسمة إلى شطرين، شطر فيها خمسة حصون، وهي: حصن ناعم، حصن الصعب بن معاذ، حصن قلعة الزبير، حصن أبي، حصن النزار، والحصون الثلاثة الأُولى تقع في منطقة يقال لها (النطاة)، وأمّا الحصنان الآخران...
مقدّمة
إنّ مقتل عثمان ومبايعة المسلمين للإمام علي(عليه السلام)، جعل الأُمور تتّخذ مجرىً آخر، حيث إنّ عدالة الإمام علي(عليه السلام) وتمسُّكه بالإسلام لا تروق لأُولئك الذين اكتنزوا الكنوز وامتلكوا الضياع وبنوا القصور من أموال المسلمين.
فقاموا متّحدين لمقاومة عدالة الإسلام التي لن تكتفي بحرمانهم ممّا ألِفوه من النهب، بل ستأخذ...
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عن أبي جعفر (ع) قال : مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (ع) فإن إتيانه يزيد في الرزق ، ويمد في العمر ، ويدفع مدافع السوء ، وإتيانه مفترض على كل مؤمن يقر له بالامامة من الله. ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن علي بن فضال نحوه ، إلا أنه قال: وزيارته مفترضة ورواه في (المجالس) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن أحمد ابن أبي عبدالله.